يعتمد علاج العصب البصري بشكل أساسي على التشخيص الدقيق للسبب الكامن وراء الالتهاب أو التلف. فبينما قد تتحسن بعض الحالات تلقائياً، تتطلب حالات أخرى تدخلاً طبياً مكثفاً لمنع فقدان الرؤية الدائم.
إليك استعراض شامل لأبرز الخيارات العلاجية المتاحة:
1. العلاج الدوائي (للتهاب العصب)
في أغلب حالات التهاب العصب البصري الحاد، يهدف العلاج إلى تقليل الالتهاب وتسريع استعادة الرؤية:
- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): غالباً ما يبدأ العلاج بجرعات عالية من الكورتيزون عن طريق الوريد لمدة 3 أيام، تليها حبوب عن طريق الفم. هذا العلاج يساعد في تقليل التورم حول العصب وسرعة استجابة العين.
- المسكنات: لتخفيف الألم المرتبط بحركة العين في المراحل الأولى من الالتهاب.
إذا كان الالتهاب شديداً ولم يستجب المريض لجرعات الكورتيزون، قد يلجأ الأطباء إلى "فصادة البلازما". تعتمد هذه التقنية على تصفية الدم من الأجسام المضادة التي تهاجم العصب البصري، وهي فعالة في حالات معينة مثل مرض "التهاب النخاع والعصب البصري".
3. علاج المسببات المرضية
بما أن إصابة العصب البصري قد تكون عرضاً لمرض آخر، فإن علاج المصدر هو المفتاح:
- مرض التصلب المتعدد (MS): يتم استخدام أدوية معدلة للمناعة لمنع تكرار الهجمات وحماية الأعصاب من التلف مستقبلاً.
- العدوى: إذا كان السبب بكتيرياً أو فيروسياً، يتم وصف المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات المناسبة.
- نقص الفيتامينات: في حالات ضعف العصب الناتج عن سوء التغذية، يتم إعطاء مكملات فيتامين B12 بجرعات علاجية.
تُستخدم الجراحة في حالات محددة جداً لا تتعلق بالالتهاب المناعي، مثل:
- تخفيف الضغط عن العصب: إذا كان هناك ورم أو تجمع دموي يضغط على العصب البصري.
- علاج الجلوكوما: إذا كان تلف العصب ناتجاً عن ارتفاع ضغط العين، يتم إجراء جراحة لتصريف السوائل وتقليل الضغط.
في حالات التلف الدائم أو الجزئي للعصب، يتم توجيه المريض نحو:
- أدوات ضعف البصر: استخدام عدسات مكبرة خاصة أو أجهزة رقمية تساعد على القراءة والرؤية بشكل أفضل.
- التدريب البصري: تعلم تقنيات لاستغلال المساحات السليمة في مجال الإبصار.
نصائح لدعم عملية الشفاء:
- الراحة التامة للعين: تجنب الإجهاد أمام الشاشات خلال فترة الالتهاب الحاد.
- التغذية السليمة: التركيز على الخضروات الورقية والأسماك الغنية بأوميجا 3 لدعم صحة الأنسجة العصبية.
- المتابعة الدورية: إجراء فحص "المجال البصري" و"تصوير قاع العين" بانتظام لمراقبة استقرار الحالة.
تنبيه: لا ينبغي أبداً تناول أدوية الكورتيزون دون إشراف طبي دقيق، لما لها من آثار جانبية تتطلب مراقبة ضغط الدم والسكري.
No comments:
Post a Comment