البواسير الخارجية هي أوردة متورمة وملتهبة تقع تحت الجلد حول فتحة الشرج، وتُعد مشكلة صحية شائعة ومزعجة، خاصة بين النساء. يمكن أن تسبب أعراضًا مؤلمة مثل الألم، الحكة، التورم، وأحياناً النزيف، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية. على الرغم من أن البواسير لا تُشكل خطرًا صحيًا كبيرًا في معظم الحالات، إلا أن البحث عن علاج البواسير الخارجية عند النساء يُصبح ضرورة لتخفيف الألم وضمان الشفاء. تتراوح خيارات العلاج من التدابير المنزلية البسيطة إلى الإجراءات الطبية والجراحية المتقدمة. للمزيد من المعلومات الشاملة حول طرق علاج البواسير الخارجية لدى النساء، يمكنك زيارة
أسباب شيوع البواسير الخارجية لدى النساء
تزداد احتمالية إصابة النساء بالبواسير الخارجية لعدة أسباب، منها:
الحمل والولادة: يُعد الحمل من أهم العوامل، حيث يزيد وزن الرحم من الضغط على أوردة الحوض والمستقيم، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية التي قد تؤدي إلى استرخاء الأوردة. عملية الولادة نفسها، خاصة الدفع الشديد، يمكن أن تسبب ظهور البواسير أو تفاقمها.
الإمساك المزمن: الإجهاد أثناء التبرز بسبب البراز الصلب هو سبب رئيسي للبواسير.
نمط الحياة: قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة.
النظام الغذائي: نقص الألياف والسوائل في الغذاء.
الوراثة: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالبواسير.
خيارات علاج البواسير الخارجية عند النساء
يعتمد علاج البواسير الخارجية على شدة الأعراض ونوع الباسور (متخثر أم غير متخثر). تبدأ العلاجات عادة بالتدابير التحفظية:
1. العلاجات المنزلية وتعديلات نمط الحياة
تُعد هذه الخطوة هي الأساس في علاج البواسير الخارجية غير المتخثرة، وتهدف إلى تخفيف الأعراض ومنع تفاقم الحالة:
زيادة تناول الألياف والسوائل: تناول الأطعمة الغنية بالألياف (فواكه، خضروات، حبوب كاملة) وشرب كميات كافية من الماء (8-10 أكواب يوميًا) للمساعدة في تليين البراز وتجنب الإمساك والإجهاد أثناء التبرز.
المغطس الدافئ (Sitz Bath): الجلوس في حمام ماء دافئ (وليس ساخن) لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات يوميًا، خاصة بعد التبرز. يساعد ذلك على تهدئة الألم، تقليل الالتهاب، واسترخاء العضلات العاصرة الشرجية.
تجنب الإجهاد أثناء التبرز: لا تحاول حبس البراز، وتجنب الدفع بقوة.
النظافة الجيدة: تنظيف المنطقة بلطف بعد التبرز باستخدام الماء الدافئ والمناديل المبللة الخالية من العطور والكحول بدلاً من ورق التواليت الجاف والخشن.
كمادات الثلج: وضع كمادات ثلج ملفوفة بقطعة قماش على المنطقة المصابة لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات يوميًا لتخفيف التورم والألم.
المسكنات الفموية: مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين لتخفيف الألم.
2. الأدوية الموضعية
يمكن استخدام الكريمات والمراهم التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الأعراض:
كريمات الهيدروكورتيزون: لتقليل الالتهاب والحكة (لا يُنصح باستخدامها لأكثر من أسبوع لتجنب الآثار الجانبية).
كريمات التخدير الموضعي: مثل الليدوكائين لتخفيف الألم بشكل مؤقت.
مراهم تحتوي على بندق الساحرة (Witch Hazel): لتخفيف الحكة والالتهاب.
3. العلاج الطبي للجلطة الدموية (Thrombosed External Hemorrhoid)
في حالة تكون جلطة دموية داخل الباسور الخارجي، مما يسبب ألمًا شديدًا ومفاجئًا وتورمًا أزرق اللون، قد يوصي الطبيب بما يلي:
شق الباسور (Incision and Drainage): في غضون 72 ساعة من تكون الجلطة، يمكن للطبيب إجراء شق صغير تحت التخدير الموضعي لإزالة الجلطة الدموية. هذا الإجراء يوفر راحة فورية من الألم ويساعد على الشفاء.
العلاج التحفظي: إذا مرت أكثر من 72 ساعة أو كانت الأعراض خفيفة، قد يُفضل الطبيب العلاج التحفظي لتخفيف الأعراض حتى تمتص الجلطة نفسها بمرور الوقت (قد يستغرق ذلك أسابيع).
4. التدخلات الجراحية
نادراً ما تُجرى الجراحة للبواسير الخارجية، لكنها قد تكون ضرورية في بعض الحالات المتكررة أو الشديدة جداً.
استئصال البواسير (Hemorrhoidectomy): إزالة الباسور المتخثر جراحيًا. هذا الإجراء عادةً ما يكون أكثر شيوعًا للبواسير الداخلية المتدلية، ولكنه قد يُستخدم للبواسير الخارجية الشديدة في حالات نادرة.
الوقاية من تكرار البواسير الخارجية
الوقاية هي أفضل علاج. لتقليل خطر الإصابة بالبواسير أو تكرارها، يُنصح بالآتي:
الحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف وشرب الكثير من الماء.
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
الاستجابة الفورية للحاجة للتبرز وتجنب الإجهاد.
تجنب الجلوس لفترات طويلة على المرحاض.
من الضروري استشارة الطبيب عند ظهور أعراض البواسير الخارجية لتشخيص الحالة بدقة وتحديد خطة العلاج الأنسب، خاصة وأن بعض الأعراض قد تتشابه مع حالات أخرى أكثر خطورة.
No comments:
Post a Comment